كتب هارون يحيى
التصميم في بيضة الطائر
بقلم الكاتب التركي هارون يحيى
إن عظمة الله تعالى تتجلى في جميع مخلوقاته من الذرة إلى المجرة فهي تتجلى في الحشرات والطيور والأنعام والهواء .
وصدق الشاعر الذي قال :
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
قال تعالى :{الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}.
ورد في تفسير القرطبي : " والفكرة: تردد القلب في الشيء؛ يقال: تفكر، ورجل فكير كثير الفكر، ومر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يتفكرون في الله فقال: (تفكروا في الخلق، ولا تتفكروا في الخالق فإنكم لا تقدرون قدره) وإنما التفكر والاعتبار وانبساط الذهن في المخلوقات كما قال: "ويتفكرون في خلق السموات والأرض". وحكي أن سفيان الثوري رضي الله عنه صلى خلف المقام ركعتين، ثم رفع رأسه إلى السماء فلما رأى الكواكب غشي عليه، وكان يبول الدم من طول حزنه وفكرته. وروى ابن القاسم عن مالك قال: قيل لأم الدرداء: ما كان أكثر شأن أبي الدرداء؟ قالت: كان أكثر شأنه التفكر. قيل له: أفترى التفكر عمل من الأعمال؟ قال: نعم، هو اليقين.
وفي هذا البحث سنتفكر سوية في بيضة الدجاجة لنكتشف سوية قدرة الله تعالى في هذا المخلوق الضعيف ونصل إلى حقيقة أن هذا الكون لم يخلق عبثاً بل خلق من قبل خالق عظيم سبحانه وتعالى.
إن بيضة الدجاجة التي تبدو عادية بالنسبة لنا تحتوي على 15000مسام تشبه غمازات كرة الغولف.
لا يمكن رؤية البنية الإسفنجية للبيوض الصغيرة إلا تحت المجهر.
وتوفر هذه البينية الإسفنجية مرونة للبيضة وتزيد من مقاومتها للصدمات.
البيضة هي وحدة معجزة بحد ذاتها، فهي توفر كل أنواع الغذاء اللازم لتطور الجنين بداخلها.
يدخر صفار البيض البروتين والدهون، والفيتامينات والمعادن، بينما يعمل البياض دور السائل الحاضن.
ويحتاج الجنين إلى أن يستنشق الأوكسجين ويطرح ثاني أكسيد الكربون، يحتاج أيضاً إلى مصدر للحرارة، والكالسيوم لنمو عظامه وواق من البكتريا والصدمات الفيزيائية. تقدم قشرة البيضة كل هذا للجنين، الذي يتنفس من خلال الكيس الغشائي الذي يحيط به، بينما توفر الأوعية الدموية التي يحملها هذا الكيس الأوكسجين اللازم للجنين وتأخذ عنه ثاني أكسيد الكربون.
قشرة البيضة رقيقة إلى حد مذهل ولكنها متينة وهي بهذه الخصائص تنقل حرارة الوالد الحاضن إلى الجنين.
الفقد الضروري :
تفقد البيضة خلال فترة الحضانة 16% من محتواها المائي على شكل بخار ماء.
ولقد بقي العلماء لفترة طويلة يعتقدون أن هذا مؤذ وسببه المسامات الموجودة في قشرة البيضة.
إلا أن الأبحاث الجديدة أظهرت أن هذا الفقد ضروري بالنسبة للصغير حتى يتمكن من الخروج من البيضة. يحتاج الصوص إلى الأكسجين للتنفس والمكان ليتمكن من تحريك رأسه بما يكفي لكسر البيضة أثناء الفقس، وتبخر الماء يؤمن هذين المطلبين.
علاوة على ذلك، تبلغ نسبة الفقد المائي ما بين 15 إلى 20% في ظل ظروف مثالية حسب نوع قشرة البيضة.
على سبيل المثال : يبلغ الفقد المائي في بيوض طائر الغواص السامك أكثر من غيره من الطيور التي تعيش في ظروف أكثر جفافاً ببضع مرات.
مقطع عرضي في البيضة
تصميم البيضة لمزيد من المتانة :
إن متانة البيضة تتعلق بالشروط التي توضع فيها: الماء والهواء والحرارة، احتمالات الصدمات الخارجية ووزن الوالد الحاضن.
يكشف الفحص القريب أن البيوض صممت لتكون أكثر متانة، وقد خلق الله البيض الكبير والبيض الصغير بشكل مختلف. فبيض الطيور الكبيرة تكون عادة أقسى وأقل مرونة، بينما تكون بيوض الطيور الصغيرة أكثر طراوة ومرونة.
تملك الفراخ ما يسمى سن البيضة والذي تستخدمه فقط للفقس من البيضة هذا السن يتكون قبل الفقس تماماً ويختفي بعد الفقس
غلاف البيضة قوي بما يكفي لحماية الجنين لمدة 20 يوماً من الحضانة ومع ذلك فهو سهل الكسر عندما يريد الفرخ أن يخرج
تكون بيوض الدجاجة قاسية وصلبة، إلا أنها لا تنكسر عندما تقع فوق بعضها، في الوقت نفسه تحميها هذه القشرة الصلبة من الهجوم. لو كانت بيوض الطيور الصغيرة بصلابة وقسوة بيوض الدجاج نفسها لا نكسرت بسهولة أكبر، إلا أن قوتها ومرونتها تمنعها من الكسر عندما تتعرض للصدمة.
لا تقتصر فائدة البنية المرنة للبيضة على حماية الفرخ، بل تتعداها إلى تحديد الطريقة التي تفقس فيها. يحتاج الصوص الذي سيخرج من القشرة الصلبة والقاسية إلى فتح ثقبين في النهاية الكليلة للبيضة قبل أن يخرج رأسه وقدميه، حيث يخرج الصوص إلى الحياة برفعه للنهاية التي تظهر على شكل قبعة والتي تنتج عن شقوق الفقس. [1]
تؤمن المسارات التي خلقها الله سبحانه وتعالى في قشرة البيضة الأكسجين اللازم لحياة الجنين يظهر في الشكل مسارات ثاني أوكسيد الكربون والأكسجين والماء
وبعد هذا السرد تعال أخي القارئ لنتأمل في هذا المخلوق هل خلق لوحده أم أنه خلق بقدرة عظيمة علمية خبيرة بالصنعة.
قال تعالى : (قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ).
وقال تعالى : (ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل).
وقال تعالى :(هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).
[1] Bilim ve Teknik Gِrsel Bilim ve Teknik Ansiklopedisi Encyclopedia of Science
and Technology), p. 564-567.
الصفحة الرئيسية
الإعجاز الغيبي و التاريخي
الإعجاز في السماوات
الإعجاز في البحار
الإعجاز في الأرض
الإعجاز في الحشرات
الإعجاز في الحيوانات
الإعجاز الاقتصادي
الإعجاز في جسم الإنسان
الإعجاز اللغوي و البياني
الإعجاز في النبات
الإعجاز الدوائي والصحي
الإعجاز التشريعي
الإعجاز في الألوان
الإعجاز العددي في القرآن
عظمة الله في الكائنات الحية
عظمة الله في الكون
ادعم الموقع | اتصل بنا | دفتر الزوار
أهلاً و سهلاً بك أخي الزائر ... نحن الآن بصدد ترجمة الموقع إلى عشرة لغات عالمية فإن أحببت أن تساهم معنا في نشر الدين الإسلامي و التعريف بالقرآن الكريم فراسلنا على البريد الإلكتروني ... .. أخي الزائر ساهم معنا في دعم هذا الموقع من أجل إيصال نور القرآن إلى جميع أنحاء العالم و ذلك من خلال التعريف بالقرآن الكريم بأسلوب علمي و حضاري ....
يعرض بأفضل صورة باستخدام
MS Internet Explorer 5
بدعم اللغة العربية.
حقوق النشر محفوظة 2005
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
ساهم معنا في تحرير الموقع وترجمته إلى اللغات العالمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق