قالوا عن الشيخ الشعراوي
فقد العلماء بالموت خسارة إنسانية كبرى، إن
الناس يحسون عندئذ أن ضوءا مشعا قد خبا، وأن نورا
يهديهم قد احتجب، ولقد كان هذا شيئا قريبا من
إحساسنا بموت الشيخ محمد متولي الشعراوي يرحمه
الله تبارك وتعالى.
كان أول ظهور له على المستوى العام "في
التليفزيون" هو ظهوره في برنامج "نور على نور"
للأستاذ أحمد فراج.
وكانت الحلقة الأولى التي قدمها عن حلية
رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
كانت
الحلقة تتحدث عن أخلاق الرسول وشمائله، ورغم أن
هذا الموضوع قديم كتب فيه الكاتبون، وتحدث فيه
المتحدثون، إلا أن الناس أحسوا أنهما أمام فكر
جديد وعرض جديد ومذاق جديد.. لقد أحسوا أنهم
يسمعون هذا الكلام لأول مرة.
ولعل هذه كانت أول مزية للشيخ الشعراوي، إن
القديم كان يبدو جديدا على لسانه، أيضا أشاعت هذه
الحلقة إحساسا في الناس بأن الله يفتح على الشيخ
الشعراوي وهو يتحدث، ويلهمه معاني جديدة وأفكارا
جديدة.
بعد هذا
القبول العام انخرط الشيخ الشعراوي في محاولة
لتفسير القرآن وأوقف حياته على هذه المهمة؛ ولأنه
أستاذ للغة أساسا كان اقترابه اللغوي من التفسير
آية من آيات الله، وبدا هذا التفسير للناس جديدا
كل الجدة، رغم قدمه ورغم أن تفسير القرآن قضية
تعرض لها آلاف العلماء على امتداد القرون والدهور،
إلا أن تفسير الشيخ الشعراوي بدا جديدا ومعاصرا
رغم قدمه، وكانت موهبته في الشرح وبيان المعاني
قادرة على نقل أعمق الأفكار بأبسط الكلمات.. وكانت
هذه موهبته الثانية.
وهكذا تجمعت القلوب حول الرجل وأحاطته
بسياج منيع من الحب والتقدير.. وزاد عطاؤه وزاد
إعجاب الناس به، ومثل أي شمعة تحترق من طرفيها
لتضيء مضي الشيخ الشعراوي في مهمته حتى اختاره
الله إلى جواره.. عزاء لنا وللأمة الإسلامية.
"أحمد بهجت"
إن الشيخ الشعراوي عليه رحمة الله كان
واحدًا من أعظم الدعاة إلى الإسلام في العصر الذي
نعيش فيه. والملكة غير العادية التي جعلته يطلع
جمهوره على أسرار جديدة وكثيرة في القرآن
الكريم.
وكان ثمرة لثقافته البلاغية التي جعلته
يدرك من أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم ما
لم يدركه الكثيرون وكان له حضور في أسلوب الدعوة
يشرك معه جمهوره ويوقظ فيه ملكات التلقي. ولقد وصف
هو هذا العطاء عندما قال: "إنه فضل جود لا بذل
جهد". رحمه الله وعوض أمتنا فيه خيرًا.
د."محمد
عمارة"
إن الشيخ الشعراوي قد قدم لدينه ولأمته
الإسلامية وللإنسانية كلها أعمالا طيبة تجعله قدوة
لغيره في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة
الحسنة.
د."محمد
سيد طنطاوي شيخ الأزهر"
فقدت الأمة الإسلامية علما من أعلامها كان
له أثر كبير في نشر الوعي الإسلامي الصحيح، وبصمات
واضحة في تفسير القرآن الكريم بأسلوب فريد جذب
إليه الناس من مختلف المستويات الثقافية.
د."محمود
حمدي زقزوق وزير الأوقاف"
إن الشعراوي أحد أبرز علماء الأمة الذين
جدد الله تعالى دينه على يديهم كما قال الرسول صلى
الله عليه وسلم: [إن
الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد
لها أمر دينها].
د."أحمد
عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر"
إن الفقيد واحد من أفذاذ العلماء في
الإسلام قد بذل كل جهد من أجل خدمة الأمة في دينها
وأخلاقها.
"الشيخ أحمد كفتارو مفتي سوريا"
إن الجمعية الشرعية تنعى إلى الأمة
الإسلامية فقيد الدعوة والدعاة إمام الدعاة إلى
الله تعالى، حيث انتقل إلى رحاب ربه آمنا مطمئنا
بعد أن أدى رسالته كاملة وبعد أن وجه المسلمين
جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها إلى ما يصلح شئون
حياتهم ويسعدهم في آخرتهم. فرحم الله شيخنا
الشعراوي رحمة واسعة وجعله في مصاف النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
وجزاه الله عما قدم للإسلام والمسلمين خير
الجزاء.
د."فؤاد
مخيمر رئيس عام الجمعية الشرعية"
لا شك أن وفاة الإمام الراحل طيب الذكر
فضيلة الشيخ الشعراوي تمثل خسارة فادحة للفكر
الإسلامي والدعوة الإسلامية والعالم الإسلامي
بأسره، فقد كان رحمه الله رمزًا عظيمًا من رموز
ذلك كله وخاصة في معرفته الشاملة للإسلام وعلمه
المتعمق وصفاء روحه وشفافية نفسه واعتباره قدوة
تحتذى في مجال العلم والفكر والدعوة الإسلامية وإن
حزننا لا يعادله إلا الابتهال إلى الله بأن يطيب
ثراه وأن يجعل الجنة مثواه.
"د. أحمد هيكل وزير الثقافة السابق"
لا ينبغي أن نيأس من رحمة الله والإسلام
الذي أفرز الشيخ الشعراوي قادر على أن يمنح هذه
الأمة نماذج طيبة وعظيمة ورائعة تقرب على الأقل من
الشيخ الشعراوي ومع ذلك نعتبر موته خسارة كبيرة،
خسارة تضاف إلى خسائر الأعوام الماضية أمثال
أساتذتنا الغزالي وجاد الحق وخالد محمد خالد.
وأخشى أن يكون هذا نذير اقتراب يوم القيامة الذي
أخبرنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن من علاماته
أن يقبض العلماء الأكفاء الصالحون وأن يبقى الجهال
وأنصاف العلماء وأشباههم وأرباعهم فيفتوا بغير علم
ويطوعوا دين الله وفقا لضغوط أولياء الأمور ويصبح
الدين منقادًا لا قائدًا.
ونسأل
الله أن يجنب الأمة شر هذا وأن يخلفها في الشيخ
الشعراوي خيرًا.
"د. عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ
الإسلامي"
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق